;

حكاية من المقاهي 876

2009-12-31 03:29:41

نبيل
مصطفى الدفعي


بعد لقاءنا الأخير في المقهى والذي كان قبل أربعة
أيام التقينا مرة أخرى في المقهى وكنا سعداء بتكرر اللقاء لأنه لقاء جمعنا بدون
موعد مسبق، ومن شدة فرحة الحاج سالم بهذا اللقاء الذي يزرع في قلبه البهجة كما قال
قرر أن يكون الشاهي الذي سنشربه على حسابه أنا والوالد حسن والأستاذ توفيق بالإضافة
إلى ثمن الشاهي الذي يشربه كل من المهندس غازي وصديقه المهندس سامي
وجميعهم مهندسين كهرباء يعملون في القطاع الخاص
وهم من المعاريف لنا فهم عندما يحضرون للمقهى دائماً يفضلون الجلوس بجانبنا لأنهم
كما قالوا معجبين بأحاديثنا عندما يسمعوها في المقهى فبالقدر الذي فيها نوع من
البهجة فيها نوع من الجدية وقد شكرهم الحاج سالم نيابة عنا على هذا الانطباع بعدها
وبأسلوب مرح ومؤدب واصل حديثه معلقاً قال لكن هذه المرة يا باش مهندسين كنتم أنتم
قبلنا جالسين ونحن جلسنا بجانبكم وأنتم في حديث جاد بينكم قبلنا جالسين ونحن جالسين
بجانبكم وكنتم في حديث جاد بينكم فأرجوا أن لا نكون قد ضايقناكم فأجاب مسرعاً
المهندس غازي قائلاً لا بالعكس نحن سعداء بكم ويمكن تشاركونا حديثنا كما نحن بعض
الأحيان نتشارك أحاديثكم ومشاركتكم حديثنا اليوم مفيد خاصة وأنكم أكثر خبرة في
الحياة بحكم سنكم وبخفة دم معتادة من الوالد حسن قال موجهاَ حديثه للمهندسين يعني
خلاص نحنا شيوبة نودع هنا ضحك الجميع وقال أحد المهندسين لا سمح الله انتم الخير و
البركة وحديثنا كان حول اختلاف الزمان في الماضي والحاضر وكيف تتغير الحالة إلى
حالة أخرى وزمان كان لا يحسب بالآلة لكل شيء أما الآن أي هذا الزمن أصبح زمان الآلة
الحاسبة حتى أنه تحول من حالة عاطفية إلى حالة أخرى أو يستبدل حالة بحالة وكأنه
يستبد قميص بآخر العاطفة في رأي أعمق من أن ينظر إليها هذه النظرة هنا تدخل الأستاذ
توفيق وقال يا ابني نحن في زمان غير الزمان الذي تصدق عليك أرائك لقد رأيت بنفسي
كيف يتحدث أغلب شباب اليوم عن العاطفة وهم يمضغون "اللبان" بخفة غريبة وبآراء عجيبة
تعكس نظرتهم السطحية إلى العاطفة بعدها صمت ولكن المهندس غازي رد عليه قائلاً فلنكن
أكثر صراحة في حديثنا من أنني بالطبع أتكلم عن الحب إذ أعبر عنه بكلمة
"العاطفة".
إن عالم الحب الذي عشناه حتى سنوات قليلة مضت اختفى أو قارب الاختفاء
..الجو العام الذي هيأ لهذه العاطفة السامية أن تحيى معنا وبنا تغير..
نحن في
زمان السرعة..
نحن في زمن تتم فيه الحسابات بالآلات الحاسبة الالكترونية ويصعد
فيه الإنسان إلى الفضاء الخارجي بالصواريخ .
هنا تدخل الحاج سالم في الحديث وقال
: نعرف هذا ونراقبه ونحن نحيا حياتنا العادية ، لكننا لا نتركه يؤثر فينا أو يسيطر
على كياننا فما زلنا حتى اليوم نؤمن بأنه بدون حب لا يستطيع الإنسان الحياة..
بل
يجب أن يزيد إيماننا أكثر وأكثر إيماننا قاطع بأن الله خلقنا من أجل تحقيق الغاية
الإلهية المقدسة بتحقيق الحب والمحبة بين العالمين، هنا شارك المهندس سامي بالحديث
موضحاً يا حاج سالم غازي قصده أننا نعيش في الزمان الخطأ ..
فنحن ننتمي إلى
تفكيرنا هذا إلى عالم آخر .
وأراك تدعم كلامك بأفكارك الدينية ومعتقداتك وتنسى
أن شباب اليوم ينظر إلى الدين نظرته إلى كل ما يحيط به من ماديات يستخدم منها ما هو
في حاجة إليه ويستغني عن كل ما لا يلزمه .
رد عليه الحاج سالم قائلاً الاحتياج
اختلف في جيلنا عنه في الجيل الحالي من وجهة نظري فالحب في رأيي احتياج فهو وقود
الحياة من وجهة نظري وهو الملح البهار الذي يجعل لكل شيء طعماً ومذاقاً قاطعه
المهندس غازي قائلاً أراك تبالغ في الفصل في قضية الفصل بين الأجيال..
ألا ترى
هناك مجرد همزة وصل بين الأجيال المختلفة أجاب الحاج سالم قائلاً الحقيقة هي أنني
لا أبالغ بل أنني أتواضع في وصفي للأمر الواقع ..
وبهذه المناسبة فأن الصلة
قائمة بين الأجيال وأهم همزات الوصل هي الاستمرارية فالأنسان هو الإنسان قديماً
وحديثاً ولكن الاختلاف قائم في الفكر وفي النظرة إلى مشاكل الحياة بل ومعنى الحياة،
علق المهندس غازي قائلاً أراك تلتقي معي في الجوهر ، وتختلف معي في نظرتك إلى
الكثير مما يحيط بشباب اليوم.
اختتم الحاج سالم النقاش بحديث طويل ولكنني أوجزت
منه شيئاً هاماً حتى لا يطول الحديث ويسرقنا الوقت وتذهب الاستفادة مما دار بيننا
قال الحاج سالم نعم قد أكون مبالغاً في قسوتي على شباب اليوم..
لكن القسوة قد
تكون مفيدة لهم وهي لازمة لكي يفيقوا ويتفهموا ما حولهم.والله من وراء
القصد

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد