;

الإرهاب ردة فعل 1125

2009-12-19 04:15:55

محمد أحمد
عبدالله الزهيري


الإسلام لم يعرف الإرهاب بأي معنى من المعاني التي
يتجه العالم إلى وصفه بالإرهاب : فقتل الإنسان على دينه أو جنسه أو لونه لم يعرفه
المسلمون ولم يثبت أن المسلمين في تاريخهم الطويل قتلوا إنساناً بسبب هويته الدينية
أو العرقية أو الجنسية والدليل أن غير المسلمين عاشوا في بلاد المسلمين طوال أربعة
عشر قرناً، وشاركوا بفاعلية في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية

فضلاً عن ذلك فقد كانت الأقليات في
الدول غير الإسلامية يلجأون إلى البلاد الإسلامية من اضطهاد الأكثرية في البلاد غير
الإسلامية ومثال ذلك اضطهاد يهود أوروبا ليهود الدونمة الذين لجأوا إلى أرض الخلافة
الإسلامية العثمانية فاستقبلتهم وأكرمتهم فمجازوها جزاء سنمار إذ تأمروا على
إسقاطها والاعتداء على الدول والبلدان الإسلامية ومهاجمتها غيلة وغفلة وغدراً
وخيانة لم يحدث ولا يلجأ المسلمون إلى الحرب إلا حينما لا يكون من الحرب بدُّ وأكبر
معاركهم وأشهر انتصاراتهم كبدر واحد والخندق وخيبر وحنين واليمامة والقادسية
واليرموك وعمورية وحطين وعين جالوت والزلاقة وحروب فلسطين ومعارك العراق وأفغانستان
كانت معارك دفاعية مفروضة على المسلمين ، والاغتيالات والاعتداءات على المدنيين أو
العسكريين خارج إطار المعركة لم يعرفها المسلمون فبمجرد تحقيق النصر وحسم المعركة
يعود أفراد وقادة الجيش المحارب المنهزم إلى بيوتهم فلا يتعرض لهم أحد ولا قوائم
مطلوبة ، وقدوة المسلمين في ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - الذي قال
لقريش الذين آذوه وعذبوا أصحابه وقاتلوه لما ظفر بهم ، إذهبوا فأنتم الطلقاء ،
فضلاً عن ذلك فقد كان حريصاً على رد اعتبار المنهزم إذا دخل في الإسلام وعاد للصواب
من قادة أعدائه وأكبر محاربيه وقد فعل ذلك مع الحارث بن عوف قائد المشركين في معركة
حنين الذي جاء بعد توزيع غنيمة حنين بعد انتظار ثلاث عشر يوماً لعلهم يرجعون فلما
جاءوا أكرمهم النبي ورد عليهم ذراريهم فضلاً عن ذلك صاهرهم فتزوج زينب بنت الحارث
حتى يرد له اعتباره ويعرف له الناس مكانته فيقولون صهر رسول الله وفعل ذلك مع
النساء أيضاً فبعد معركة خيبر تزوج النبي "صفية بنت حيي" سيد يهود ، ولما عيرتها
إحدى نساء النبي بنسبها قال لها : قولي لها : إن أبي يهوذا وجدي يعقوب وأعمامي
الأسباط.
الإرهاب الحديث ليس الإرهاب في القرآن الكريم الذي هو التخويف والردع
لمنع الاعتداء وبالتالي الإرهاب "ترهبون عدو الله وعدوكم وآخرين لم تعلموهم.." فكيف
يكون الإرهاب بمعنى القتل لمن لا يعلمهم الرسول والمسلمون، وما حدث من إرهاب ينسب
إلى بعض أفراد أو تنظيمات إسلامية ، ليس من الإسلام لأن كل علماء الإسلام الذين
يعتد ربهم ينكرونه ولا يقرونه ، وإنما يقوم به شباب متحمس كرد فعل على الحرب التي
يتعرض لها الإسلام والمسلمون والمؤسسات "الإسلامية" والمناهج والعلماء والدعاة من
قبل المحتل ووكلائه من الحكام المسلمين من حرب ثقافية وإعلامية واقتصادية وعسكرية
واجتماعية حتى بلغ إلى محاربة عقيدة الإسلام وعباداته وسلوكه وأخلاقه وشعائره ولغته
ويتضح ذلك من التغريب ومحاربة أي مظهر إسلامي كالصلاة والحجاب واللحى وتركيا وتونس
خير مثال، ويكفي أن يتقدم للمفاضلة في وظيفة أو منصب رجلان : أحدهما مستقيم ملتزم
بالشعائر الإسلامية وهو الأكفاء والآخر متمرق مستهتر بالفرائض وهو أقل كفاءة فستجد
أن الاختيار سيكون على الآخر ، فالحرب ليست حرباً عسكرية فقط إنما هناك حرب فكرية
وإعلامية واقتصادية وسياسية واجتماعية هي الأخطر ، لأنها حرب تتهدد الوجود والهوية
والشخصية الإسلامية ، ويتضح ذلك في المقارنة بين الاستعمار القديم الذي كان
استعماراً عسكرياً ، أضطهر إلى الخروج تحت ضغط المقاومة والاستعمار الجديد الذي هو
استعمار ثقافي سياسي اجتماعي نرحب به ونمجده .
وكذلك كان الإرهاب عند بعض
الأفراد والحركات الإسلامية رد فعل للهجوم والاعتداءات التي يتعرض لها المسلمون من
قبل القوى المعادية في الغرب والشرق والشمال والجنوب فيحتلون بلداناً إسلامية
ويقتلون رجالها وينتهكون أعراضهم ويشردون شعوبهم وينهبون ثرواتهم ويدمرون بناهم كما
حدث في فلسطين ولبنان وكشمير والفلبين والبوسنة و الهرسك وكوسوفو والشيشان
وأفغانستان والعراق ثم يفرضون اللصوص والمفسدين والمنبوذين وشذاء الآفاق حكاماً
عليها ولا يخرجون إلا بعد أن يمكنوا لهم ويقضوا على أي معارضة لهم وإن أدى ذلك إلى
قتل وتشريد الملايين وتدمير المدن والقرى ، وكل ذلك دون أن تحرك الأنظمة الجاثمة
على صدور المسلمين ساكناً لمواجهة الاحتلال وصد الغزو واستعادة الأراضي المغتصبة
والحفاظ على الحقوق والكرامة إنما تجدها تتحالف وتقيم العلاقات والصداقات مع هذه
البلدان وتقيم معها التحالفات لمحاربة الإرهاب ولو كان جهاد دفع وفريضة عينية
بمنظور الشرع ومقاومة شرعية بمنظور الأمم المتحدة والشرعية الدولية وفي بلدان محتلة
بالقوة كفلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان ومن عجب أن تعارض فرنسا وألمانيا والصين
وغيرها من البلدان الأوروبية غزو العراق ويتم هذا الغزو من أراض دول عربية إسلامية
وبتعاونها وأن تعترف أمريكا والاتحاد الأوروبي باستقلال كوسوفو بينما لا تعترف بها
الدول الإسلامية إلا بضع دول مؤخراً ، وهناك الكثير والكثير من السياسات المتناقضة
والمستفزة التي تجعل الإرهاب من بعض الأفراد والتنظيمات الإسلامية ردة فعل، ولن
ينتهي الإرهاب إلا بإنتهاء أسبابه ودوافعه وقد أحسن من قال: وفي النفس حاجات وفيك
فطنة سكوتي جواب عندها وبيان

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد