;

المآذن السويسرية 1199

2009-12-10 05:55:00

بدرية
البشر


عندما سمعت أن إسرائيل تدرس قرار حظر رفع الأذان
في المناطق العربية فيها، استغربت، ليس لأنها تفكر في حظر الأذان، بل لأنها سمحت به
طوال تلك السنين الماضية، فآخر ما تتوقعه من عدوك أن يسمح لصوت أذانك بأن يقلق
ضميره المستبد، ومع حكومة هي أشر الحكومات محقاً بالمسلمين.
لكن على ما يبدو أن
المسلمين استفادوا من توافق الدين والعلمانية، حتى ولو في
إسرائيل.
وفي سويسرا، أعلن أن 55 في % من الشعب السويسري
صوّتوا مؤيدين لمقترح حظر بناء مآذن جديدة، ولن ينتبه أحد سوى لنبرة العداء
المتسربة من هذه الأخبار، لن ينتبه إلى أن الحكومة والبرلمان السويسري يرفضان هذه
المبادرة، على أساس أنها انتهاك للدستور، ولمبدأ حرية التعبير والحريات الدينية،
ولانتقادات كبيرة صدرت عن مسؤولين أوروبيين، وحتى من الفاتيكان ضد هذه
النتيجة.
بل إن الشعب السويسري فوجئ بهذه العنصرية التي وصل إليها.
لكن في
محيطنا لن تحدث أية مفاجأة.
ستهب العواصف العربية والإسلامية المعتادة على تثوير
الناس، وشحنهم بالبغضاء ضد هذا الغرب المتربص بالمسلمين، من دون أن نفطن إلى أننا
لا ننطلق من المنطلقات نفسها التي نطالب الآخرين بها.
الدساتير العلمانية في
الغرب والشرق تكفل للمسلمين بناء المساجد وفتح المراكز الإرشادية، وطبع الصحف
والمنشورات الإسلامية، لكننا في بلداننا العربية نمنع هذا الحق بدرجات مختلفة،
وكلنا نتفق عند أول مساس بمظهر أو زي أو حرية في التعبير للإسلام بأن شن حملات
البغضاء والحرب والتهييج هو فعل إسلامي واجب على كل مسلم ومسلمة.
فهل خرجنا مما
مضى من التجارب بما هو مفيد غير مزيد من العداء للمسلمين، وتربص المهووسين
والمختلين بأبناء المسلمين، وقتلهم أو الاعتداء عليهم أو نبذهم والتضييق عليهم؟ إن
الدعوة التي أطلقها الملك عبدالله منذ سنوات للاعتراف بالمذاهب الإسلامية الثمانية،
وفتح حوار مع الأديان، والحوار الوطني لا تزال حتى اليوم دعوة خارج مركز وعينا
المحلي والإعلامي والتربوي، فلم نسمع يوماً بخطاب إسلامي محلي يتبنى هذه المصالحة،
لا في صحيفة ولا في منبر ولا في خطبة.
بل إن بعض خطاباتنا المحلية ترفض الاعتراف
بالاختلاف في المذهب الواحد، إن كل ما نجنيه من تربية هذا العداء هو ثقافة مشحونة
بالطائفية والعنصرية، تشوّه إسلامنا وأخلاقنا وضمائرنا، ولن تضر الغرب في شيء، بل
ستزيد تحامله ضدنا.
* نقلاً عن "الحياة" السعودية

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد