;

إنه وطن أيها المتحاذقون 880

2009-11-09 03:58:16

فاروق
مقبل الكمالي


ثمة تحدياتٍ تتربص بالوطن ولست أدري إن كان الجميع
سلطة ومعارضة ومواطنين سنظل نتعاطى مع هذه التحديات بنفس القدر من عدم المسئولية أم
إن طريقة تفكيرنا سوف تتغير تباعا لما تفرضه علينا هذه الظروف المفزعة بحق من
التزامات .

حتى الآن تسير تلك
التحديات في اتجاه التصعيد اليومي المستمر مواصلة تهديدها لوجودنا وحضارتنا
وثقافتنا وكل شيء له علاقة بنا من سماء هذا الوطن حتى ترابه فيما نحن سياسيون
ومثقفون ومواطنون بلا وصفات مسبقة أو لاحقة نسير في اتجاه آخر اتجاه يذكي التحديات
ويستجلب الكوارث ويتعاطى الخراب والدمار .
وكان الوطن ليس أكثر من منتدى سياسي
ملئ بالقضايا الجدلية التي تطرح للمهاترات والنقاش ولا يمكن الوقوف لها على حل أو
الاتفاق فيها على موقف .
براميل في كرش ,دخان ونار وجماجم وأشلاء ودمار في صعده
إرهاب في مآرب وحضرموت, سواحل تتسلل إلينا منها السموم والأسلحة والمجرمون على حد
سواء ونحن نتسلل كل يوم سياسيين ومثقفين ومواطنين حاكمين ومحكومين نحو أسواق القات
وشاشات التلفزيون وأثير الإذاعات وورق الصحف نتعاطى الوطن والتحديات التي تحيق به
وكأننا نتعاطى الحديث في مزاد نخاسة وسخ لا وطنا نقطنه جميعا وننتمي إليه جميعا
ويجب علينا تقديسه جميعا صغيرا وكبيراً شيخا ومثقفاً عاطلا وعاملاً جائعاً.
نذكي
التحديات ونفاقم الإرهاصات وونفخ في الرماد بحثا عن جذوة مشتعلة نصب عليها الزيت ثم
نولم للآخرين على بقايا وطننا .
مرت حروب التمرد في صعده خمس مرات وهاهي السادسة
تكبر وتكبر ونحن في انتظار أن نسمع تساؤل حقيقي من الحزب الحكم عن أسباب هذه الحروب
ومنتظرين أن نلمس موقفاً حازماً من المعارضة يصرخ في المتمردين أكانوا ظالمين أو
مظلومين كفى أنه وطننا جميعا وأمننا جميعا ومستقبلنا جميعا , منتظرين أن نلمس من
المعارضة موقفا كهذا يحفظ للوطن أمنه واستقراره, جنوده وأبنائه, سلاحه ,ومدارسه
.
لكن الأعوام تمر والخرب يتوسع والاقتصاد يتهاوى والريال يحتضر والرجال يخطفهم
الرصاص في كل جانب والمعارضة تبحث عن مصطلحات تدبج بها بيان والحزب الحاكم يبحث عن
فاصلة أو فقرة أو علامة استفهام تتيح له تبادل الاتهامات مع الجميع وضد الجميع
.
وهكذا ينتهي بنا المطاف في وطن محصور بين حاصرتين بين حميد الأحمر في المعارضة
وسلطان البركاني في الحزب الحاكم وهما لا يستطيعان تقدير مفهوم الوطن إلا كديوان
قات مشائخي لا أقل من ذلك ولا أكثر .
وبين الأحمر والبركاني آخرين كلا له
مشروعه, مشروع بحجم برميل كرش ومشروع بحجم مخيمات النازحين في عمران ومشروعات تصغر
وتضيق وتتناهى بالصغر بحجم التمويل المقدم لفكرة المشروع طبعا والمشكلة لسنا ندري
طبعا لماذا يصر كل واحد على أن يتحول إلى عود ثقاب,لماذا يصر كل واحد على أن يتحول
إلى جلاد ,لماذا يصر كل واحد على أن يتحول إلى شامت في الآخر ولو على حساب الوطن
.
ولماذا يحاول كل واحد أن يذكرنا في شدة الوجع والألم أن مشروعه كان الأفضل
ويصر على أن يتلذذ بعذاباتنا ومخاوفنا وفجائعنا وكلما تأوهنا أخرج من جيب سترته
بيانا مكتوبا بنصل الخنجر ليقرأ فينا ما يعتقده فشلنا.
إنه وطن أيها المتحاذقون
..
إنه اليمن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد