;

خطباء واق الواق !! وفتنة التخريب؟ 973

2009-10-12 02:48:50

سعد علي
الحفاشي


لا أحد في اليمن يداوم على صلاة الجمعة جامعة من
بداية خطبتها إلا ويتساءل هامساً بينه وبين نفسه "لماذا خطباء المساجد إلا من ندر
منهم لا يتعرضون لفتنة التخريب والتمرد الحاصلة في محافظة صعدة وحرف سفيان ولا
يهتمون لموت الجيش والأمن ولا لموت الناس والأبرياء ولا لجرائم التخريب الحاصلة في
هذه المناطق والتي طالت أملاك الناس وبيوتهم ومزارعهم وتجاراتهم
وانهت مشاريع ومنجزات التنمية ومشروعات البنية
التحتية التي كانت تمثل رأسمال أبناء محافظة صعدة وما جاورها لأكثر من "47" سنة ،
لماذا ؟ يتغافل هؤلاء الخطباء عمداً عن هذه الفتنة ويتجاهلونها تماماً وكأن ما يحدث
في بلادهم من عبث ونهب وتخريب وقتل وتشريد وتبديد لمقدرات الأمة ومنجزاتها ومكاسبها
العظيمة هو في "واق الواق" ولا يمس هذه البلاد ولا يهدد هؤلاء الخطباء وأسرهم
وقراهم حتى يستمروا على شاكلتهم في التغابي والتجاهل لهموم الواقع ومنكرات الأفعال
والأقوال التي أمرهم الله سبحانه وتعالى بالتصدي لها ومعارضتها ورفضها إذ يفترض أن
يتقوا أمانة المسؤولية الجسيمة الملقاة على عاتقهم فيأمرون بالمعروف وينهون عن
المنكر ويدعون الناس إلى كلمة سواء لما يعزز من لحمة هذه الأمة ووحدتها واصطفافها
ويحذرون الشباب والمراهقين ومحدودي الفهم والثقافة من خطر الدعوة الحوثية الباطلة
والفكر الاثني عشري الذي أوجد هذه الفتنة وأشعل فتيل كل هذه الحروب والمصائب ألا
يعي هؤلاء أن خطر هذا الفكر وخطر هذه الجماعات التخريبية على الوطن والأمة والدين
فيتقون الله في أفعالهم وأقوالهم ويتحملوا مسؤوليتهم ولو في مثل هذه الظروف الحرجة
التي تعيشها البلاد ألا يستحي خطيب هذا الجامع أو ذاك حين يستمر زاعقاً بأعلى صوته
يخطب في الناس من أعلى المنبر قرابة ساعة كاملة ويعضهم أكثر وهو يشكوا هموم القدس
ومعاناة أفغانستان والشيشان والعراق وأفريقيا والصومال ويدعو لشعوبها بالنصر والفرج
ويحشد الناس جاهداً على التبرع بالمال لهؤلاء ، بينما يتناسى أن حرباً أشرس من حرب
الصهاينة على الفلسطينيين يتعرض لها أبناء شعبنا اليمني في صعدة وحرف سفيان
والملاحيظ ، وأن الوطن في أمس الحاجة لدعوة خالصة من قلب خاشع في هذه الظروف
العصيبة وفي أمس الحاجة لالتفاف واصطفاف شعبي يعزز من قدرته وعزيمة قواته المسلحة
والأمن من التصدي لهذه الفتنة وذلك الويل الخطير لماذا لا يعترف هؤلاء الخطباء
بالواقع ويعيشونه كالآخرين ويعتلون المنابر التي تعتبر من أهم وأخطر قنوات الاتصال
الإعلامي في بلادنا بالذات لأن الناس عندنا اعتادوا على العمل بنصح وإرشاد خطباء
المساجد قولاً وفعلاً دونما أي اعتراض كأنهم - أي الخطباء- من المعصومين عن الخطأ
لقداسة المنابر لدى اليمنيين منذ اعتنقوا الإسلام .
لقد تمنيت الجمعة الماضية
وأنا أتابع مضمون الخطاب المسجدي في جوامع عدة من خلال من أعرفهم من الناس
والأصدقاء وحصرت أكثر من "12" مسجداً من المساجد الكبيرة في صنعاء والحديدة وفي حجة
وأغلبها في محافظتي "المحويت" ولم استمع من أي أحد من أولئك الزملاء والأصدقاء
الذين تواصلت بهم للسؤال عن مضمون خطبة الجمعة في المسجد الذي أدي فيه فريضة هذه
الصلاة وما إذا كان أولئك الخطباء قد ركزوا على فتنة "صعدة وهموم حرف سفيان
والملاحيظ " وهل هناك خطيباً واحداً كرس كل خطبته للتصدي لهذه الفتنة والحديث عن
مآسيها ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل فلم أسمع عن خطيب واحد من هؤلاء الخطباء كرس
خطبته بكاملها أو أغلبها لمشكلة صعدة وفتنة التمرد والتخريب ، وأن "3" خطباء فقط
"2" منهم من المحويت وواحد من الحديدة تعرضوا لهذه القضية بشكل عابر وحذروا من
خطرها وان كان ذلك من خلال عجالة سريعة ضمن خطبتهم وأن خطيباً واحداً فقط هو الذي
تعرض لهذه الفتنة بشكل مباشر وذكر قادتها بالاسم أما البقية فكان تعرضهم أشبه
بالإيماء ، كما علمت أن نحو "4" خطباء من هؤلاء هم من دعوا في خاتمة خطبتهم لهذا
الشعب بالعزة والنصر وبالأمن والاستقرار أما الباقين فأنهم لم يدعوا إلا لجزر واق
الواق ولم ينطقوا حتى بكلمة واحدة لخير بلادهم وأهلهم!!.
ذلك يحدث كل جمعة في كل
مسجد وجامع في كل العواصم والمدن والمراكز والقرى وكلنا نعيش هذا الواقع ونشاهد
خطباءنا يثيرون الفتنة ونقمة الشحناء والغضب في نفوس الناس على كل صغيرة وكبيرة في
مناسبة وغير مناسبة بينما لا يقومون بأي عمل يذكر في مصلحة الأمة و الدين ومنفعة
الناس وإصلاح المجتمع واتحاد الكلمة .
واتقاء الفتنة ، نقول ذلك بقلوب مكلومة
بالوجع والألم لأننا لا نريد لهذه الفئة من الناس إلا الخير والصلاح ونكن لهم كل
احترام وتقدير ، ونجل لهم عملهم الطوعي الإرشادي التنويري الدعوي التوعوي ولكن ؟ يا
هؤلاء اتقوا الله في أنفسكم وتنبهوا لما يحدث في هذا الوطن وما يدور من حولكم
وتذكروا أن هذه الجماعة "الحوثية" المارقة التي تتغاضون عن جرائمها لو انتصرت لا
قدر الله - لنصبت لكم وللأحزاب التي تديركم وتحرككم المشانق والمحارق في كل مكان
وبدأت بكم قبل غيركم فاتقوا الله واتقوا هذا الشر المستطير!!

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد