;

نهاية محتومة ومدن مهددة الوجود .."الحلقة العشرون" 817

2009-10-12 02:48:49



العولمة بشگلها الراهن وقواعدها
المعاصرة. .
مشروع أميرگي لا يستثنى من مگاسبه الگثير من البلدان النامية
والغالبية العظمى من دول القارة الأفريقية فحسب، بل ويرمي إلى العودة بالعالم إلى
العصر الاستعماري وترسيخ الهيمنة على خيرات الشعوب، من خلال السيطرة على الموارد
البترولية في العالم والهيمنة على حقوق براءات الاختراع والملگية الفگرية، والتحگم
بوسائل الاتصال
الدولة، واحتگار
إنتاج البذور الزراعية المعدلة جينياً، باعتبار أن احتگارها يمگن الولايات المتحدة
الأمريگية من السيطرة على أنتاج المواد الغذائية في العالم أجمع.
. يتناول هذا
الگتاب تحليل قضية العولمة من منظور عقلاني شامل يحيط بها من مختلف أبعادها ومن
منظور إنساني إذ عالج الأبعاد المختلفة للعولمة وما صاحبها من تدهور مستوى المعيشة
وأتساع الهوة بين الفقراء والأغنياء وتقليص دور الدولة في مجال الخدمات، گما تتميز
بالدفاع عن العدالة الاجتماعية والديمقراطية وحقوق الإنسان.
الگتاب الذي ترجمة
الدگتور/ عدنان عباس علي والصادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالگويت
قدم مؤلفاه "هانس بيتر مارتين وهارالدشومان " وجهة نظر مختلف عما هو شائع من
الأحاديث والأفگار الملتهية حول العولمة والتي تدور الآن بين المثقفين
العرب.
تتوقع شركات إعادة التأمين أن عاصفة هو جاء واحدة تهب على الساحل الشرقي
من الولايات المتحدة الأمريكية أو على شمال أوروبا يمكن أن تتسبب في خسائر باهظة
جداً قد تصل إلى 80 مليار دولار وبناء على هذا لا عجب من أن ترتفع رسوم التأمين
ارتفاعاً أخذ يثقل كاهل أصحاب منازل السكني في المناطق المهددة بالفيضانات كما صار
يتعين على بعض الدول دفع رسوم أعلى بسبب ما يسودها من مخاطر مناخية، هذا وتحول
الأعاصير إلى حد ما دون إقدام من المستثمرين الأجانب على استثمار مبالغ كبيرة في
بنغلادش.
ولقد أضحى ارتفاع سطح البحر أمراً لا مفر منه البتة الأمر الذي يعني أن
عصر المدن وإن لم ير النور إلا بالكاد يمكن أن يصل إلى نهايته المفاجئة في عام
2050م فأربعة أخماس التجمعات السكانية التي يقطنها أكثر من نصف مليون مواطن تقع في
أماكن قريبة من السواحل وضمن هذا التجمعات السكنية هناك ثلاثة أخماس المدن العملاقة
وهكذا فإن بومباي وبانكوك واسطنبول ونيويورك قد غدت مدنا مهددة الوجود ولكن ومع هذا
لا تنشئ إلا قلة قليلة منها سدوداً شبيهة بالسدود التي تقي هولندا من
الفيضانات.
وعلى الصين أيضاً الحذر من مغبة الفيضانات القادمة من القرن المقبل
فشانغهاي وهونج كونج وعشرات أخرى من مدن يسكنها ملايين المواطنين تقع على الساحل أو
في مناطق قريبة منه، ولكن ومع هذا فإن ورثة ماو يفكرون في القرن الحاضر فحسب مقتفين
في ذلك خطى الانتصار الغربية دونما نظر إلى العواقب وفي الواقع وضعت اللبنات الأولى
للطريق المستقبلي فهاهو شعب المليار مواطن قد أخذ يتأهب لبدء انطلاقة المسيرة
الكبرى الرامية لتحقيق مجتمع السيارة الخاصة وتوجه من القبيل أمر لا مناص منه مادام
المرء سائراً على هدى المقولة الزاعمة أنه "ومن الأفضل أن ترتفع درجة حرارة المناخ
على أن ترتفع درجة حرارة الأمة" ومن وجهة النظر هذه لربما كانوا عل حق فللسيارة
الخاصة مفعول شبيه بمفعول الأفيون.
وبناء على ما لاحظه خبير المرورفي واشنطن
أوديل تيونالي فقد "أضحت الدراجة الهوائية من مظاهر التخلف في الصين وإذ كان عدد
السيارات لم يتجاوز بعد 1. 8 مليون أي لا يتعدى خمسة في المائة فقط من عدد السيارات
في ألمانيا فإن هذا العدد ينبغي أن يصل بعد 15 عاماً إلى 20 مليوناً وبالتالي فليس
عجيباً أن يتسابق المنتجون الكبار للسيارات على السوق الصينية فمعامل فولكس فاجن
تتوقع أن تنتج بمفردها ثلث السيارات الجديدة كما يسعى كل من جنرال موتورز وكرايسلر
ومرسيدس بنزو بيجو وستروين ومازدا ونيسان ومصانع دايوو الكورية الجنوبية إلى عقد
اتفاقيات تخولها بناء المصانع لإنتاج السيارات في الصين والمشاركة في ثمار نموها
المذهل من ناحية أخرى فقد أخذت الهند وإندونيسيا وتايلاند وبلدان عدة غيرها تتسابق
هي الأخرى أيضاً للأنضواء تحت راية العصر الجديد.
أفئدة مهجورة ونمو مدهش وبناء
عل توقعات تاكاهير وفوجيموتو الخبير في صناعة إنتاج السيارات في جامعة طوكيو سيصل
مجموع الزيادة الكلية في عدد السيارات الجديدة في مجمل السوق الآسيوية إلى 20 مليون
سنوياً وبالتالي فإنه سيضاهي مجمل الزيادة السنوية في عدد السيارات في أوروبا
وأمريكا الشمالية معاً وكذلك الحال في أميركا اللاتينية وفي بلدان المعسكر الشرقي
سابقاً ففي هذا البلدان أيضاً تتحقق معدلات نمو تدعو إلى الدهشة حقاً ففي البرازيل
على سبيل المثال تضاعف عدد السيارات في التسعينيات وصار شبيهاً بالزيادة الهائلة
المتحققة في شوارع موسكو وهذا ليس بالأمر العجيب فليس هناك شيء يستهوي أفئدة
المواطنين في الشرق كما يستهوي أفئدتهم ما حققه جارهم الغربي، إن سحر السيارة
الخاصة لا يزال وأن أخذ يفقد شيئاً من بريقه هنا عظيماً في الأسواق الجديدة
فالسيارة الخاصة ليست وسيلة نقل فحسب إنها مظهر من مظاهر الرقي الاجتماعي وشاهد على
الثروة والقوة والحرية الشخصية المزعومة وهكذا لم يعد ثمة إمكان للتحكم بما تنفثه
السيارات من غازات وكيف يمكن ذلك إذا كنا نتوقع أن يتضاعف عدد السيارات في العالم
في عام 2020م ليصل إلى مليار سيارة أن معنى هذا هو أننا في طريقنا إلى تحقيق كارثة
لا محالة.
عواصم مختنقة فها هم مواطنو الاتحاد الأوروبي ينفقون الآن حوالي 1. 5
في المائة من الناتج الوطني الإجمالي من جراء الاختناقات في الشوارع أما في بانكوك
فإن المواطنين ينفقون ما يساوي 2. 1 في المائة وصارت الرحلات في شوارع العاصمة
التايلندية المختنقة بوسائل النقل والتي كانت في يوم من الأيام فينسيا مدينة
البندقية الإيطالية الشرق، نعم أضحت الرحلات في شوارعها تأخذ وقتاً بحيث صار رجال
الأعمال مجبرين وهم في طريقهم إلى تأدية أعمالهم على تزويد سياراتهم بمرحاض متنقل
من باب الاحتياط كما اعتادت الشركات في اليابان على إرسال ثلاث شاحنات باتجاهات
مختلفة إلى زبائنهم لضمان وصول واحدة من هذه الشاحنات في وقت يفي بالشروط الزمنية
المتعاقد عليها وما ذلك إلا بسبب الاختناقات في طرقات السير السريع.
وهل في هذا
كله ما يضر؟ إن الأحلام تبقى أحلاماً، وأن ثبت بطلانها منذ أمد طويل وهكذا صارت
السيارة تنتشر وتعم المعمورة كالسيل الجارف أمد طويل قاضية بذلك على كل الجهود التي
تبذلها بعض الدول والأقاليم للتخفيف من وطأة ارتفاع حرارة المعمورة وذلك عن طريق
الاقتصاد في استهلاك الطاقة والتقليل من استخدام السيارة ولربما كان في هذا كله شيء
من الأخذ بالثأر لذلك التجاهل الذي واجهت به حكومات الدول الصناعية في الثمانينيات
الاقتراحات الداعية إلى فرض أسعار على النقل والبنزين أكثر عقلانية وضريبة تضمن
تراجع تلوث البيئة أما الآن فقد خرجت الأمور من أيديهم وصار المشاركون الجدد في
السوق العالمية هم المنتفعون من أسعار لا تلعب أي دور فسيكون في وسع التجار
الصينيين إغراق أسواق المعمورة بأطنان من الألعاب.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد