;

ضد البغي وإراقة الدماء 965

2009-10-10 04:24:39

عبد
الجبار سعد


ربما لاحظ الكثير من المطلعين على الشأن اليمني أن
التمرد في شمال الشمال قد اتخذ له منحى عقائدياً لم يزل يتأصل في نفوس أتباعه حتى
بلغ الحد الذي يجعل من كل ما هو غير حوثي عدوا يجب تصفيته واستئصاله بغير هوادة
.

وربما لوحظ أن وقود هذه النار
التي أشعلها التمرد هم فتية غالبا لم يبلغوا مبلغ الرجال ولكن تم إحاطتهم ببيئة
تربوية عقائدية تخلق منهم أعداء حتى لآبائهم وتكلفهم بقتلهم كما ورد في شهادات أحد
مشائخ قبائل بني معاذ .
**** ولوحظ أن التمويل المادي والعسكري قد بلغ مدى يجعل
من المتمردين قادرين على الصمود في وجه قوة الدولة لأسابيع وربما لشهور وكذا وسائل
الإعلام والاتصالات الحديثة وإن لم تمكنهم من الوصول الى الحكم كما يحلمون
.
والذين كانوا يطالبون بحقوق سياسية وثقافية ودينية لهؤلاء المتمردين لا
يستطيعون أن يفسروا لنا الآن ما المبرر لاستمرارهم في الحرب برغم أن مطالب الدولة
المتمثلة بخمسة شروط متواضعة ليست مما يعجز راغب في السلم الاجتماعي عن القبول بها
مع عروض سخية لفتح مجال العمل السياسي والتربوي والثقافي أمامهم وتعويضهم عما فقدوه
وبناء ما تم تدميره على الأرض من مساكن ومنشآت .
**** والذين يطالبون بإيقاف
الحرب مجدداً وللمرة السادسة بغير قيد أو شرط كأنهم يقولون للدولة امنحِ هؤلاء
المتمردين بعض الوقت لاستعادة أنفاسهم وتجديد قواهم ليخوضوا ضدك الحرب السابعة بعد
حين بضراوة أكبر ولم نسمع من اي منهم مطالبة للمتمردين أن يفيئوا إلى أمر الله
ويوفروا الدماء التي تراق في جبهات القتال لتحقيق أهداف وغايات رعناء لا يقبل بها
مؤمن .
**** كما أن هؤلاء المطالبين بوقف الحرب من جانب الدولة لم يقولوا لنا
أين أخطأت الدولة في مطالبها للمتمردين وما هي الشروط التعجيزية التي أثقلت كواهلهم
حتى نتحول نحن اليمنيين أجمعين إلى رأي عام ضاغط باتجاه مطالبة الدولة التخفيف من
شروطها التعجيزية من أجل درء الفتنة وإيقاف نزيف الدم والجهد والمال .
باختصار
فإن نداء الله يقول لنا جميعا "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن
بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا
بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين " صدق الله العظيم **** وبناء على كل
ما نسمع ونرى من الجانبين هل يمكننا إلا أن نحكم بأن الباغي هو المتمرد على سلطان
الدولة الذي يريد ان يقيم له دولة داخل الدولة ويقطع الطرق ويتدخل في تسيير شئون
الحكم المحلي في منطقته وينهب المعدات المتعلقة بالخدمات العامة ويدمر منشئات
الدولة بل وصل إلى جباية الضرائب والزكوات وتعيين قضاة ومحاكم ..
لا أعتقد ان اي
عاقل يمكنه أن يجازف بحكم يجعل الباغي هو من وضع الشروط الخمسة المنصفة لايقاف
الحرب والمصلح هو من يرفض القبول بها و الذي مافتئ يهدد بإعلان الجهاد ضد الدولة
وتوسيع رقعة الحرب الى كل المحافظات ..
**** إن كل مواطن في هذه الدولة عليه
واجب نصرة سلطان الدولة الذي ببقائه تحمى النفوس والأموال و الأعراض وبسقوطه تسقط
وتنتهك مجتمعة وهذا نداء لكل طوائف المجتمع التي لم تسمعنا صوتها بعد من سلفيين
وصوفيين ومستقلين وغيرهم ولا عذر لأحد في الوقوف خارج المنازلة وإذا كان المتمردون
يشعرون أن حيفًا وظلما واقعا عليهم فليعلنوه على الملأ حتى يكون لنا موقف منه في
مواجهة الدولة إن كانت مصدر هذا الحيف أما التهديد والوعيد والاستقواء بالأعداء من
هنا وهناك فأمر لا يقبله مؤمن في هذه البلاد المسلمة .
**** نعم ..كلنا واقعون
تحت الظلم على تفاوت في مستوياته وكلنا ضحايا فساد بشكل أو بآخر ولكن هذا لا يبرر
قتال الدولة والخروج المسلح عليها وفقاً لقوانين الأرض والسماء مادام هناك مجالات
مفتوحة للمعارضة والتعبير عن المظالم .

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

أحمد عبدالملك المقرمي

2024-11-29 03:22:14

نوفمبر المتجدد

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد