كروان عبد الهادي الشرجبي
كثيرة هي الأسئلة التي يطرحها الأطفال ولا يجد الأهل إجابة لها فهي أحياناً تكون محرجة وأخرى غريبة ولا تخطر على بال أحد.
ما إن يبدأ الطفل بالكلام ويتوصل إلى تأليف جملة مفيدة حتى تكون هذه الجملة سؤالاً والأولاد أكثر ثرثرة وأسئلة من البنات في الطفولة،مع أن الوضع ينقلب عندما يكبرون.
سؤال الطفل دائماً الذي يسأله أصبح تقليدياً وكلنا يعرفه آباء وأمهات ونعرف بماذا نجيب وكذلك يضع أسئلة عن الزواج وعن الفرق بينه وبين أخته وكذلك يسأل عن الموت.. كثيرة هي الأسئلة ونادراً ما نجد آباء أو أمهات يجارون أطفالهم في أسئلتهم أو حتى يحاولون الإجابة على ما يطرحون من. قد يكون ذلك تحفظاً على الولد حتى لا يفتح عينيه على أشياء أكبر منه في سنه.. ولكن هل تعتقدون أن ذلك صحيحاً؟
إن من حق الطفل أن يسأل وكل الأطفال في بقاع الأرض من حقهم أن يسألوا لأن الإنسان عامة والطفل خاصة يسعى بسلوكه الطبيعي لحب الاكتشاف ويطمح للمعرفة التي هي جزء من تكوين شخصيته.
أن الزمن تغير وأصبح كل شيء متوفراً فأصبح أولادنا وأطفالنا يعرفون الكثير، فثقافة "العيب" التي تربينا عليها عندما كنا نضع أي سؤال أصبحت لا تنفع مع أبنائنا.
مما لا شك فيه أن الموضوع الذي نحن بصدده ليس بغاية السهولة وأنا أعي ذلك جيداً وفي نفس الوقت لا أدعي أني وجدت حلاً لمشكلة مستعصية منذ زمن بعيد، وإنما من باب تقليل الضرر أرى أن علينا كآباء وأمهات أن نلتزم بالصدق في الإجابة على أسئلة أطفالنا مع مراعاة قدرتهم على الاستيعاب والحرص على طريقة التدرج في تعريفهم على حقيقة ما يسألون عنه وذلك بذكاء وفطنة.
إن معظم الأسئلة التي يطرحها الطفل عفوية وذكية وهي تدل على تقدم مستوى ذكائه الفطري وعلينا احترام ذلك. قد يكون خوفنا هو أحد أسباب امتناعنا عن الإجابة لسؤاله ولكن لنتذكر جميعاً أننا قبل أن نكون أباءً وأمهات كنا جميعاً أطفالاً وكنا نسعى للمعرفة، والحقيقة أننا صُدمنا عند علمنا بأن ما علمناه في طفولتنا ليس الحقيقة ولا حتى يقارب الحقيقة.
أليس ذلك صحيحاً؟!!
KARAWAN2001@HOTMAIL.COM