عصام المطري
ستون عاماً والشعب الفلسطيني يجاهد من خلال فصائل المقاومة المشروعة، وستون عاماً والشعب الفلسطيني صابر على الإيذاء والتأليم، وستون عاماً والشعب الفلسطيني صامد لا يثنيه عن المقاومة تدليس حاقد أو عمالة جبان خائن يمضي إلى حال سبيله في المقاومة والإباء ويتحرك الناشطون للذود عن حياض الأمة حفاظاً على المقدرات والإمكانات الفلسطينية ودرءً للأخطار ..فها هو الشعب الفلسطيني الحر وبعد ستين عاماً من الاحتلال عاقد النية والعزم على الجهاد المسلح ضد الطغيان والصلف الصهيوني، فلا أحد يمكن أن يحول بينه وبين الجهاد والمقاومة، فحرام إثناء منظمة حماس عن الجهاد والفرض عليها بأن تعترف بالاحتلال، فالاعتراف بالاحتلال تخلٍ عن المقاومة وهذا ما تدركه حماس، فحماس لا تقبل بالاعتراف بالمحتل الأجنبي الدخيل وبدولة بني صهيون وإن اعترفت فإن ذلك سيقلب الأوراق في سجلها الجهادي الكبير، فنحن مع حماس في رفضها القطعي الكبير للاعتراف بدولة الكيان الصهيوني، وهذا عيب من مصر أن تمارس الضغوط ضد حركة حماس للاعتراف بالمحتل الدخيل، فنحن متأكدون أن حماس لن تعترف بالكيان الصهيوني مهما كلفها ذلك الرفض من خسائر حيوية هامة على صعيد المقاومة والاستبسال الشريف الناصع، فحماس حلم الجماهير الإسلامية والعربية الغفيرة تنأى بنفسها أن توضع في هذا المكان، مكان العمالة والاعتراف بالمحتل الدخيل الذي تاريخه ملطخ بالدماء الإسلامية والعربية فكيف تعترف به وهو الذي أزهق أرواح الأبرياء في غزة؟ فالدم الإسلامي والعربي لم يجف بعد، والقتلى والشهداء والجرحى لم يجدوا بعد من ينتقم لهم في تلك المعركة السافلة التي استخدم فيها المحتل الأسلحة المحرمة دولياً والتي أزهق من خلالها أرواح الشهداء الكثر الذين يربون عن الألف والمائتين شهيداً والذي يزيد عن الخمسة آلاف جريح، فحرام التخلي عن المقاومة والاعتراف بالمحتل الدخيل، ونحن نعلم جيداً أن سجل حماس ناصع ويخلو من العمالة والارتهان للعدو المحتل الغاصب حيث نحن متأكدون بأن حماس لم ولن تعترف بالمحتل الأجنبي الدخيل، وهذا خالد مشعل يؤكد استمرار المقاومة على أراضي فلسطين، وهذا إسماعيل هنية يؤكد أيضاً الاستمرار الكبير في المقاومة من أجل رد الصاع صاعين ومن أجل الانتقام للدم الفلسطيني، فالتهدئة مؤقتة وليست بديلة عن المقاومة والجهاد، فالجهاد مستمر استمرار الحياة، والجهاد قائم قيام الشمس والنهار حتى لو كلفنا ذلك الكثير والكثير المهم أننا مستمرون في الجهاد والمقاومة ضد المحتل الأجنبي الدخيل، فلا اعتراف بدولة المحتل الغاصب الذي نكث الوعود والعهود والذي خرق المواثيق والمعاهدات والذي خرج خروجاً سافراً عن الأعراف والتقاليد الحربية الحديثة التي تنادي بعدم استهداف المدنيين والأطباء والصحفيين في الحرب، والذي أيضاً خرج عن اللوائح والقوانين الدولية والعالمية، فنحن نطالب محاكمة ذلك الكيان بدلاً من الاعتراف به محاكمة دولية وعالمية عادلة تقدم مجرمي الحرب مثل "بيريز"، ومثل "باراك" إلى محكمة العدل الدولية ليقول القضاء الدولي عنهم ما شاء في ظل التعربد والإرجاف والهيمنة الدخيلة التي أيقظت مضاجع الأخوة الفلسطينيين الأحرار الذين ليس معهم اليوم شيئاً إلا الله قال تعالى: "إن الله مع الصابرين"، فقد استحقوا معية الله عز وجل بصبرهم الكبير والطويل على تلك الأراضي الإسلامية والعربية في الديار الفلسطينية المحتلة، فهنيئاً لأبناء غزة معية الله عز وجل، وهنيئاً لأبناء غزة النصر الساحق المؤزر على قوى الظلام والردة والإجحاف والزور والبهتان، وهنيئاً لحماس هذا الصمود الطويل في وجه الأعادي، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل عن سماكة التربية الإيمانية القوية، ويدل على قوة الإيمان، فالله عز وجل لم يترك أبناء غزة وكان معهم، وليس أدل على ذلك من تلك الكرامات الربانية فلم يتمكن جيش بأكمله مدجج بالسلاح من استهداف شأفة المسلمين في غزة فالله كان مع أبناء غزة وهو اليوم معهم في المفاوضات أهم شيء أريد أن يذكره المقاومون هو عدم الاعتراف بالمحتل الأجنبي الدخيل ونحن سوف نساند هذه الحركة ولن نسلم المساعدات للسلطة الفلسطينية طالما وأنها أضحت لا تمثل الشعب الفلسطيني "فمذموم حباس" انتهت ولايته ولم يعد يمثل الشعب الفلسطيني الأبي إذ لا يمثل الشعب الفلسطيني سوى حركة حماس الممثل الوحيد والشرعي للجماهير الغفيرة على الأراضي المحتلة، ونحن سوف نسلم المساعدات للمقاومين الأفذاذ في حركة حماس من أجل أن يعيدوا وبسرعة فائقة إعمار وبناء غزة من جديد، فأهلاً بالمقاومة والجهاد وأهلاً بالذود عن حياض الأمة الإسلامية والعربية، وأهلاً بحماس صاحبة السجل الجهادي والمقاوماتي الناصع البياض والله أكبر وليخسأ الخاسئون والله أكبر على يهود خيبر، فخيبر خيبر يا يهود جيش محمد ها هو يعود.<