مهدي البابكري
ما ترتكبه آلة الدمار العسكرية الصهيونية في حق الأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة واستهدافها المباشر لسكان القطاع أمام العالم واستخدامها في إبادة الشعب الفلسطيني كل الوسائل والأسلحة المتطورة والمحرمة دولياً لهي جريمة شنعاء لم يشهد التاريخ مثيلاً لها من قبل ولن يعفي التاريخ عن مرتكبيها ومموليها والداعمين لها والساكتين عنها والمراوغين والمنافقين والمتعاونين عن تلك المجازر والإبادة الجماعية لشعب كامل اعزل انهكه الحصار وخذله الإخوان الأشقاء وسكت العالم عن ذلك وتخليه عن تلك الشعارات التي يلوحون بها يخوفون بها القيادات والزعامات العربية والإسلامية إذا ما التزموا بما يطلب منها وفي تطبيق السياسات المرسومة لهم وعند خروجهم عن النصوص المسرحية الموضوعة لهم من تلك الدول العظمى بزعامة أمريكا ومن هذه الشعارات. . حقوق الإنسان ، وإنتهاكات حقوق الإنسان ، والجرائم ضد الإنسانية والمجازر الإنسانية ، والديمقراطية وحقوق المرأة وحقوق الطفل. . والحرية والسيادة. . ونسبة الفقر والفساد والكوارث البيئية والإرهاب وغير ذلك.
كل تلك الشعارات لم ترفع ضد إسرائيل ولم تدان بها حتى وإن ادينت فعلى استحياء وسرعان ما تستعمل أمريكا حق الفيتو لإبطال أي قرار لمجلس الأمن الدولي السلطة التنفيذية والتشريعية للسياسة الأمريكية وإن قرر مجلس الأمن أن يتخذ قراراً ضد إسرائيل فإنه يتلطف في اختيار لهجة هذا القرار الذي لا يكاد يصل فقط لوسائل الإعلام وينتهي ولا يصل إلى إسرائيل. . أو يلزم إسرائيل بل إن إعلان اسرائيل تمردها على مجلس الأمن وعلى المجتمع الدولي وضربها بكل القرارات الدولي عرض الحائط وتماديها المستمر في الإعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني يدل دلالة واضحة أنها دولة إرهابية بكل المقاييس وإن العالم يساندها سراً وجهراً ويكشفون كل يوم عن الوجه الحقيقي البشع للدول والقوى العظمى في العالم وللعالم ككل. . فصمت العالم وخاصة القيادات والحكومات يعني موافقتهم على ما يحصل ومباركتهم له. . ( فالسكوت علامة الرضى ) رغم أن الشعوب إنتفضت وعبرت عن استنكارها وإدانتها للمجازر التي ترتكبها إسرائيل في حق سكان قطاع غزة إلا أن القيادات لا حياة لمن تنادي. . حتى أن بعض الحكومات الغير عربية تحركت وكان لها ردود أفعال ومنها من طردت سفير كيان العدو إلا أن زعماء وقيادات الأمة العربية والإسلامية يتخبطون ويراوحون مكانهم وكأنهم أموات. . لا شك أن ما يُرتكب جريمة استنكرتها شعوب العالم وعبرت عن غضبها بشتى الوسائل. . ولهذا تداعيات مستقبلية وأنهيارات كبيرة في المبادئ الإنسانية وفي النظام الدولي العالمي وفي المؤسسات الأممية والتي في مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل الإتفاقيات والبروتوكولات وأيضاً أنهيار الصورة الجميلة التي حاولت أمريكا وحلفائها تجسديها واقناع العالم بها. . وظهرت حالياً تلك الصورة البشعة التي أختفى فيها كل ملامح التحضر والرقي الحضاري. . وأتضح أيضاً المعايير الحقيقيه لهذا النظام العالمي الجديد الذي يقتل الإنسان والطفل ويقضي على مجمل الحياة بالقنابل الفسفورية. . وكشف ذلك مدى رخص الإنسان وإن حقوقه منتهكة وإن حياته وحياة اسرته واطفاله لا تساوي شيء مجرد هدف لتلك الأسلحة المتطورة التي تم استخدامها لتدمير شعب بأكمله وإزاحته من الخارطة العالمية لتجربة مفعول هذه الأسلحة وقوتها التدميرية. . وكشفت أن من يمتلك السلاح المتطور يمتلك الكرامة والإرادة ويحصل على الإحترام والتأييد وحقه في الحياة وحقه في التمرد على كل القوانين. . أما الضعيف الذي لا يملك المعدات العسكرية المتطورة يستباح دمه وعرضه ويُأخذ حقه ولا يستحق الحياة. . بل بصورة غير مباشرة مُلكاً للأقوى أو عبداً له يطيعه ويعمل على خدمته وراحته وإلا من حقه أن يقتله. . وبذلك عدنا إلى ماضي العبيد والسادة والجواري والرقيق.
إذا اين ماندعي من حقوق وتطور وتقدم ؟ أين التعايش السلمي أين ما تدعية والعالم لا زال الناس فيه قسمين رجلُُُ غالي ورجلُ رخيص فئة يطبق عليها القانون وفئة فوق القانون،فإنه من حقهم امتلاك السلام وتوجيهه لقتل الناس وفئة لا يحق لهم ولو دافعوا عن أنفسهم بالحجارة أُتهموا بالإرهابيين والمتطرفين والمغاليين وإلخ. . بينما الإرهابيون الذين يمتلكون أداة الإرهاب ويمارسون الإرهاب ليل نهار ويوسعون نطاق إجرامهم وإرهابهم كل يوم يطلق عليهم مدافعين وأعمالهم البشعة مشروعة ومقبولة ومباركة دوليا وعالمياً، حقيقة نجحت المقاومة في حماس في كشف حقيقة تلك الصورة المزيفة للشرعية الدولية وللعالم. . وأيضاً نجحت في الوقوف ضد الهجوم الإسرائيلي البري والجوي والبحري وبما يمتلك من إمكانيات حربية حديثة وأحدثت فيه خسائر فادحة نجحت المقاومة بتوحيد الأمة العريية والإسلامية وتوحيد الشارع العربي والعالمي وأوصلت حقيقه إسرائيل للعالم. . نجحت المقاومة في إفشال المؤامرات المحاكة ضد فلسطين والنضال الفلسطيني العربي وضد القضية الفلسطينية وبعثتها في قلوب الشعوب من جديد. . رغم الصمت الرسمي العالمي ورغم التحالف الأمريكي مع اسرائيل ودعمها عسكرياً ومعنوياً على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة ورغم عدم التكافأ في التسليح ورغم تفكك القيادة الفلسطينية ورغم تخلي العالم عنهم إلا أنهم حققوا نصراً عظيماً بكل المقاييس وعروا القيادات العربية التي خذلتهم وخذلت شعوبها. . فإسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها حتى الآن في قطاع غزة بفضل المقاومة الشرسة وها هي تستدعي القوات الإحتياطية من مجرد جبهة واحدة من قبل المقاومة المؤمنة بنصر الله.