نبيل مصطفى الدفعي
طبعاً يجب أن لا يكون هناك مانع من ممارسة المواطن حقه في التعبير عن رأيه ومن حق كل مواطن أن يكون له رأي خصوصاً في القضايا الوطنية والقومية لكن الدستور عندما حدد الحقوق والحريات أقر أيضاً ضرورة أن تمارس في حدود القانون بما يكفل حماية أمن المجتمع وأفراده، أي من الأصل أن يكون لكل مواطن حق التعبير عن رأيه في حدود القانون وبما لا يؤدي إلى الاعتداء على حريات الآخرين أو المساس بالممتلكات خاصة الممتلكات المتعلقة بالمرافق العامة.
ومن البديهي أن لا أحد يستطيع وضع شكل محدد أو حدود للمظاهرة حيث أن ذلك يعتمد على عدد المشاركين في هذه التظاهرة واعتقد أن غالبية طلاب الجامعات واعون وملتزمون بالقانون ويعبرون عن رأيهم في حدود القانون بما يحافظ على أداء الجامعة لرسالتها والحفاظ على ممتلكات الجامعة.
لكن للأسف من المحتمل أن تكون هناك قلة ضئيلة ربما تكون من خارج الجامعة قد تدخلت في حالات معينة وأفسدت الطابع اللائق لهذه المظاهرات وارتكبت من الأعمال ما يعتبر مخالفاً للقانون فنحن نعبر عن الرأي نعم نشجب ونستنكر وندين المذابح الإسرائيلية ونطلب من دولتنا التدخل لوقف الاعتداءات الوحشية على الشعب الفلسطيني الأعزل، نعم ولكن يجب ألا نحول الأمر إلى خلاف داخلي مع أي سلطة من سلطات الدولة، فالخروج عن التعبير عن الرأي سلمياً يعرض صاحبه للمساءلة القانونية، لذا يجب ألا يخرجنا شعورنا ويجب أن يكون التعبير عن رأينا في إطار حضاري وباحترام القانون الذي كفل لنا حرية التعبير عن الرأي ويعاقب كل من يخرب أو يعتدي على الممتلكات العامة، وما يجدر الإشارة إليه هو يجب أن نعلم أولادنا أبسط المبادئ وهو التعبير عن رأيهم سواء بمظاهرة أو بأية صورة أخرى على ألا يتم ذلك في إطار من التخريب والتكسير فالتظاهرة السلمية هي تعبير سلمي عن الرأي العام دون أن يكون هنات اعتداء على الأموال والممتلكات العامة وهي وسيلة من الوسائل التي يعبر بها رجل الشارع أو الطلاب أو أي فئة في قضية عامة تشغل الرأي العام دون المساس بالمرافق العامة.
ولكن في الآونة الأخيرة وتحديداً عقب الأحداث المؤسفة في قطاع غزة الفلسطينية حدثت بعض التجاوزات الفردية الصادرة على شكل فردي ولكنها لا تشكل ظاهرة ولا قاعدة عامة، فإن القانون وقف ويقف ضد هذه التجاوزات وذلك سواء حيث قواعد المسؤولية التأديبية لو غيرها.
علماً بأنها ضئيلة جداً ولا تقارن بالقاعدة الشعبية السليمة التي أجمعت على الوقوف خلف القيادة السياسية لتؤكد مسيرتها والله من وراء القصد.<