عبدالحافظ الصمدي
لا زالت "غزة" جرحاً مفتوحاً تستغيث من تحت ألسنة اللهب والموقف العربي تبحر به الأجندة الغربية في صقيع الصمت، أيها المتخاذلون الخنع، يا من تعانون من مرض الهوية دون أن تتعاطوا كل صباح كبسولة النخوة العربةي من تاريخنا الأبي فقد جهز المعتصم جيشاً جراراً تلبية لمرأة مسلمة صاحت "وامعتصماه"، فلربما تعتريكم نوبة الشهامة والإقدام من موقف القائد صلاح الدين، أيها المتخاذلون عشرات الأعوام ونحن نمارس لعبة الدبلوماسية القذرة دون أن نشعر أننا نمارس الذل والهوان لأجل قتل الأبرياء وتمزيق شريان الإنسانية والقومية في الوطن العربي، فماذا لو جربنا المواجهة مرة واحدة عسانا نشعر أننا أعدنا للنخوة العربية اعتبارها، فليعلم الحكام العرب الذين يدفنون رؤوسهم في الرمل مثل النعام أن عاصفة الشارع العربي لا تقاوم ولعل رياح الشعوب تأتي بما لا تشتهيه سفن الأنظمة.
إننا لا نرثي شهداء غزة بقدر ما نرثي القومية العربية التي ربما ماتت بعد تشييع الزعيم جمال عبدالناصر بلحظات، أما الشهداء فأحياء عند ربهم يرزقون خلافاً لأموات فوق كراسيهم يحكمون، لقد ولى أهل الخيول العربية الأصيلة وخلفوا لنا أصناماً على كراسيهم عاكفين، ويسقط أطفال "غزة" جرحى، ومن كأس المهانة حكامنا يحتسون.
أيها المتخاذلون إن مواقفكم تبعث التشكيك في تاريخنا العربي اليقين ولن يكون ماضينا اختلاقاً بل وجودكم بدعة وضلالة.
يا حكام العرب: إننا لا نناديكم بل نصرخ فيكم ونخيركم الثورة أو الرحيل ونقول لكم على لسان القصيدة العربية الغيورة لقد مر عشرون عاماً علينا، لقد مر عشرون عام.
ونزعم أنا جبال ونحن نطير بكل اتجاه كريش الحمام، فلن نتظاهر كثيراً ونظل نتناسل مثل الزواحف في الغرف المغلقة، فالشارع العربي حتماً سيشعلها ناراً ولن يعرف الفرق بين السلام والقنبلة.. الأسر تشرد رجالاً ونساء ومنازل تتساقط بمبيد صهيوني لا يرحم وأطفال يقتلون بطريقة وحشية وآخرون يلوذون بالصراخ والاستغاثة، ترى كيف استطاع الحكام العرب وهم يسمعون عويل الأطفال وندبة النساء أن يظلوا متشبثين بكراسيهم دون أن يقدم أحد منهم استقالته كتعبير عن الفشل، أما أولئك الحكام الذين بلغ بهم الذل أوجه ولم يستطيعوا أن يطردوا السفراء الإسرائيليين من بلدانهم فقد كشفت مواقفهم عن حقيقتهم فليسوا إلا جواري كان الأجدر بهم أن يربط كل واحد منهم شالاً أخضر على خصره ليرقص حول "شافيز".<