عيدي المنيفي
صحيح أن العدوان الصهيوني على غزة غاشم والذي مضى عليه سبعة عشرة يوماً باستخدامهم كل ما يملكون من أسلحة ضد المواطنين الأبرياء من النساء والأطفال والشيوخ وكل المواطنين واستخدام أسلحة محرمة دولياً أنسانا هذا العدوان الغاشم قضايانا المحلية، وبات الحديث عنها أشبه بمن يذهب للحج والناس قد عادوا إلى ديارهم، ومع ذلك تظل غزة وأبطال المقاومة يسطرون أعظم المواقف البطولية والصمود الأسطوري منقطع النظير بما يملكون من أسلحة متواضعة، لكنهم يحملون إيماناً عميقاً بالله وبقضيتهم الإنسانية العادلة وهو ما جعلهم يوقعون بالعدو الخسائر المادية والبشرية بشكل يومي لم يكن ليحسب لها العدو أو يتوقعها، وسأترك هذا الحديث عن غزة للحديث عن الشأن المحلي اليمني، فالأزمة السياسية القائمة بين أحزاب اللقاء المشترك وبين المؤتمر الشعبي العام والتي طال أمدها لا يبدوا أنها ستخرج قريباً، إذ يصر المشترك على موقفه إيجاد ضمانات ملزمة لدخوله الانتخابات النيابية القادمة وهذا يتطلب من المؤتمر الحزب الحاكم والرئيس أن يصدر قراراً بإعفاء اللجنة العليا للانتخابات الحالية من مهامها وإعادة مناقشة قانون الانتخابات من جديد ويضمن حيادية وسائل الإعلام والمال والجيش والوظيفة العامة، وحسب الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام/ صادق أمين أبو رأس فإن المشترك اشترط التوقيع على البطاقة الانتخابية من قبله وكذا المؤتمر، واعتبر أبو رأس أن ذلك شرط تعجيزي لا يستطيع المؤتمر القبول به.
ولا أدري ما الضير في أن يقبل المؤتمر بمثل هكذا شروط خاصة وأن طرفي العملية السياسية في البلد ينادون ليل نهار بوجوب إجراء انتخابات حرة ونزيهة، والتوقيع على البطاقة الانتخابية من الطرفين يضمن هذه النزاهة، إلا إذا كانت ثمة نوايا مسبقة للتزوير.
في إعتقادي أن الأزمة السياسية طالت كثيراً لكن الأيام القادمة تبشر بانفراج قريب وإن كان بطيئاً إذ لا يستطيع المؤتمر الدخول وحيداً الانتخابات ولا يمكن للمشترك أيضاً أن يظل متفرجاً وشاهد عيان على ما يفعله المؤتمر والإشارات التي تبادلها اليدومي والرئيس في حفل تأبين الشيخ الأحمر وموقف الجميع الموحد من العدوان على غزة، في اعتقادي أنها قربت المواقف المتباينة وسنسمع قريباً عن تغيرات في المواقف وأنا متفائلٌ كثيراً بسرعة التسوية. <
aalmonify10 @ yahoo. com