كروان عبد الهادي الشرجبي
اجتمع الزعماء العرب في القاهرة ولأول مرة يتفقون، فقد اتفقوا جميعاً على ضرورة تطبيق القرارات الدولية بشأن "غزة" وأصروا على ضرورة احترام إسرائيل للشعب الفلسطيني وبضرورة الانسحاب الفوري من أراضي غزة وبوقف العدوان الغازي.
واتفقوا أيضاً على مقاطعة إسرائيل مقاطعة تامة من كل النواحي ولأول مرة تقف الدول العربية موقف الرجل الواحد.
وكان لذلك الموقف صداه لدى إسرائيل، فقد تم وقف العدوان ووقف القصف، وفتحت المعابر كلها وعاد الأمن إلى غزة وفلسطين كان ذلك نتيجة لتحالف القادة العرب واتخاذهم القرارات الصائبة والجادة.
وعادت الفرحة إلى كل الشعوب العربية والإسلامية، وفرحت كثيراً، بينما أنا كذلك رن جرس، إذا به جرس الإيقاظ يوقظني من حلمي الجميل الذي تمنيت أن يحقق على أرض الواقع.
على الرغم من علمي بأن ذلك كان حلماً إلا أني توجهت إلى التلفزيون لأتاكد وتأكدت أني عدت إلى الواقع المرير الأليم، فإسرائيل أصبحت أكثر شراسة وعنفاً، فقد كثفت القصف وازداد عدد الشهداء وارتفع إلى "821" شهيداً وما زالت إسرائيل تقصف وتقذف بالصواريخ ضاربة عرض الحائط كل القرارات الدولية وكل المبادرات وتسعى ماضية قدماً نحو تحقيق ما خططت له، حينها تمنيت أن يحقق حلمي وأن أرى العرب يقفون وقفة الرجل الواحد متحدين أقوياء يصدرون قراراتهم بأنفسهم ويتمسكون بها من أجل الدفاع عن كرامة العرب وحريتهم ومدافعين عن الدم العربي الذي يهدر بدون وجه حق.
إن إخوتنا في غزة يبادون ونحن نقف موقف المتفرج! أليس كافياً ما يجري في غزة؟ ألم ترتوي الأرض من دماء الشهداء؟ أما حان كسر جدار الصمت؟ ألم يحن الوقت للغضب؟ الغضب العربي من أجل الدفاع عن الحقوق المهدورة والأرواح المسلوبة والأرض المنهوبة والدماء المسكوبة على أرض غزة الطاهرة.
أما حان الوقت؟!!
أما حان الوقت يا عرب!!